مشاكل المثانة يمكن أن تصيب نسبة كبيرة من مرضى التصلب العصبي المتعدد قد تصل إلى ثلاثة أرباع المرضى. ويمكن أن تحدث في أي مرحلة من مراحل المرض. غالبا ما تكون هذه المشكلة أكثر شيوعا عند المرضى الذين يعانون من صعوبات في المشي.
تحدث هذه الاعراض عندما تؤثر ندوب المرض على المسارات العصبية في النخاع الشوكي أو مناطق متعددة في فصّي الدماغ، مما يسبب ضعف الأرجل، و المسارات العصبية إلى المثانة مما يسبب مشاكل المثانة. قد تتضمن المشاكل ما يلي:
- الحاجة الملحة للتبول وعدم القدرة على إمساك البول.
- الحاجة المتكررة للتبول.
- كثرة التبول (خاصةً اثناء الليل).
- صعوبة في التبول.
- عدم إفراغ المثانة بشكل كامل.
مشاكل المثانة و خاصة عدم القدرة على التحكم بالتبول يمكن أن يكون لها تأثير نفسي سلبي على الشخص ويمكن أن تؤثر سلبا على أسلوب الحياة (كيف يخرجون وأين يذهبون). في حين ان التعبير عن مشاكل المثانة ليس بالسهل وغير مريح، غير إنه من المستحسن إخبار الطبيب عنها لحل المشكلة أو التخفيف من حدتها.
مهم جداً فحص المسالك البولية عند مرضى التصلب العصبي المتعدد لاستبعاد أمراض المثانة الأخرى كالالتهابات و غيرها. و بما أن مرضى التصلب المتعدد قد يعانون من مشاكل المثانة، فإن وجود التهاب في المسالك البولية قد يزيد الوضع سوءاً. عادةً ما يتم التعامل مع الالتهابات بالمضادات الحيوية.
خطة العلاج:
للتعامل مع مشاكل المثانة عند مرضى التصلب العصبي المتعدد، ينصح باتباع الخطوات التالية للفحص و العلاج:
1- الخطوة الاولى: اختبار للكشف عن وجود التهاب في المسالك البولية (يُعالج الالتهاب بالمضادات الحيوية)
2- الخطوة الثانية: عند استبعاد التهاب المثانة و المسالك البولية أو إن وجدت و تمت معالجتها، وفي حال استمرار الأعراض فيجب اللجوء لعمل اختبارات وظائف المثانة (urodynamic studies)، لقياس قدرة المثانة، ضغط المثانة، وتدفق البول و إفراغ المثانة. وقد يلجأ طبيب المسالك البولية لعمل منظار (cystoscopy) للتحقق من سلامة المثانة من الداخل و المسالك البولية و ذلك عن طريق إدخال منظار دقيق جدا في المثانة مروراً بالمسالك البولية.
3- الخطوة الثالثة: وفقا للتشخيص، قد يصف الطبيب دواءً للتخفيف من حدة المشكلة:
- الحاجة الملحة و المستمرة للتبول: يمكن وصف أدوية لتخفيف تقلصات المثانة
- الصعوبة أو عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكل كامل: يمكن معالجة المشكلة بالقسطرة الذاتية للمثانة.
أدوية لعلاج فرط نشاط المثانة:
يمكن استخدام عدد من الأدوية لتحسين مشاكل المثانة وتقليل تقلصاتها. عادةً ما يصف الطبيب الادوية "'anti-cholinergic' "، والتي من المحتمل أن تسبب درجة من جفاف الفم. قد يواجه البعض آثار جانبية أخرى , عندها يلجأ الطبيب لخيارات أخرى.
من الأدوية المستخدمة أيضا لعلاج مشاكل المثانة:
- oxybutynin (brand name Ditropan)
- tolterodine (brand name Detrusitol)
القسطرة الذاتية (المتقطعة):
عند عدم القدرة على تفريغ المثانة بشكل كامل فإن القسطرة الذاتية المتقطعة هي الحل الأكثر فعالية والتي تناسب معظم المرضى .
القسطرة الذاتية: عبارة عن إدخال أنبوب رقيق جدا من البلاستيك (catheter) في فتحة المثانة لتصريف البول. ويتم ذلك مرتين إلى أربع مرات في اليوم لمعظم المرضى الذين يعانون من المشكلة. يقوم الممرضين المختصين بتدريب المرضى على عمل هذه القسطرة.
حقن البوتوكس (توكسين البوتولينوم):
إن حقن توكسين البوتولينوم (وتسمى "البوتوكس") تٌعد معالجة معتمدة حديثا، حيث يتم حقن الدواء في مواقع مختلفة من جدار المثانة. هذا العلاج يعمل على منع تقلصات العضلات في جدار المثانة.
وقد أظهرت التجارب السريرية فعالية حقن البوتوكس العالية للحد من فرط نشاط المثانة الناتج بسبب التصلب العصبي المتعدد. تأثير هذه الحقن غالبا ما يكون طويل المدى لفترة تتراوح ما بين 6 الى 10 أشهر. حيث يمكن للمريض معاودة استخدام الحقن مرة أخرى عند زوال مفعول الحقنة السابقة. أظهرت الدراسات إن استخدام الحقن لمرات عدة فعال وآمن تماماً.
بعد العلاج بالبوتوكس، قد يصبح المريض غير قادر على تفريغ المثانة كاملاً أو بشكل جزئي لمدة أيام إلى أسابيع. لذلك يمكن عمل قسطرة ذاتية.
الرجاء ملاحظة إن طبيب المسالك البولية هو المسؤول عن حقن المريض بالبوتكس!
الممارسات اليومية التي تساعد على التعامل مع مشاكل المثانة:
1. الاكثار من شرب السوائل قبل النوم بعدة ساعات: على الرغم من أن ذلك قد يبدو غير منطقياً، ألا أن شرب كمية وفيرة من السوائل (طوال اليوم حتى قبل ساعتين من النوم) يجعل المثانة تعمل بشكل أفضل و يقلل احتمال الإصابة بالتهابات المسالك البولية. وفي المقابل فإن شرب السوائل بشكل قليل قد يجعل البول أكثر تركيزا، والذي بدوره يمكن أن يُهيج المثانة و يجعلها أكثر عرضة للمشاكل، كما يمكن أن يؤدي إلى التهابات في المسالك البولية.
2. التقليل من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين: مثل القهوة والشاي والصودا
3. استخدام المنتجات الواقية: قد يجد بعض الناس أن استخدام منتجات الحماية (كالفوط الصحية) وغيرها من المنتجات المماثلة يمكن أن تكون مفيدة في حال مشاكل المثانة على مدار يومي.
قد تناسب طريقة علاج مشاكل المثانة المذكورة سابقا بعض المرضى وقد لا تناسب البعض!
تميل أعراض مشاكل المثانة الى ان تصبح أكثر صعوبة عند مرضى التصلب المتعدد عند زيادة عدد و حجم الأضرار الناجمة عن المرض على الأعصاب في الحبل الشوكي أو فصّي الدماغ.
القسطرة الدائمة:
للأشخاص الذين يعانون من عدم ثبات القسطرة في مكانها الصحيح .يوجد نوعان من هذه القسطرة. من المهم أن تناقش مع طبيب المسالك البولية المتخصص عن أي نوع أكثر ملاءمة بالنسبة لك.
وهناك أيضا بعض أنواع الجراحة التي يمكن أن تساعد أيضا.
مشاكل الامعاء عند مرضى التصلب المتعدد:
الإمساك يعتبر من أهم أعراض الأمعاء الأكثر شيوعاً عند مرضى التصلب المتعدد، وللتعامل مع هذه المشكلة، يجب أن يُدخل المريض في نظامه الغذائي الكثير من السوائل والألياف مع ممارسة الرياضة بانتظام ويمكن استخدام الملينات إذا استلزم الأمر للحد من الإمساك.
المراجع:
Tincello, D., Rashid, T., & Revicky, V. (2014). Emerging treatments for overactive bladder: clinical potential of botulinum toxins. Research and Reports in Urology. Dovepress; 6: 51-57. From
http://dx.doi.org/10.2147/RRU.S44665